ذهب أبا سعيد ذات يوم إلى الحقل,
وحينما وصل الحقل سمع بكاء غريباً وأنيناً فمشى
نحوه وإذ بحية كبيرة تأن وتبكي فقالت له:
أنقذني يا أبا سعيد ولك الأجر والثواب من الله
فقال لها: وكيف أنقذك وأنت لا أمان لك
أخاف أن تؤذيني إن انقذتك , فقالت: لن أؤذيك أبداً إن أنقذتني
قال لها: أقسمي بالله أنك لن تؤذيني؟ فقالت أقسم بالله أني
لن أؤذيك إن أنقذتني . صّدق أبا سعيد الحية
ورفع عنها الصخرة فأسرعت إليه
وطوقت جسمه ورقبته وقالت:
أريد أن أمص دمك اللذيذ
قال لها: أين يمينك فقالت:
إني جائعة والجوع لا يعرف يميناً
قال لها إذاً تعالي لنحتكم فيما بيننا
وجاء في هذه اللحظة الثعلب ويطلقون عليه
(أبو الحصين) قال يا أبا الحصين تعال أحكم بيننا
جاء الثعلب وقال ما خطبكما .؟ قال أبو سعيد رفعت عنها
الصخرة فأقسمت ألا تؤذيني وهاهي تريد أن تشرب من دمي
قال الثعلب: أتوافقان على حكمي ؟ قالا نعم.
قال لهما : إذا أروني كيف كانت الحية
وكيف استطعت حمل هذه الصخرة الضخمة.
فتركت الحية أبا سعيد ورجعت إلى مكانها
وقالت أنا هكذا كنت. قال الثعلب:
وكيف كانت الصخرة يا أبا سعيد؟
فحمل أبا سعيد الصخرة ووضعها فوق الحية
فصرخت آخ آخ قالا لها ظلي هكذا
تحت الصخرة حتى تموتين .
فهذا جزاء الظالمين.